الملخص:
يحتل التحكيم مكانة هامة باعتباره وسيلة بديلة لحل المنازعات بين الأفراد. هو آلية قائمة الذات، إذ يستفيد الأطراف في ظله من مجموعة من المزايا، مثل مزية حل نزاعاتهم بسرية، وفي آجال محدودة مقارنة بالإجراءات المطولة للقضاء العادي. غير أن ظهور التكنولوجيا المتطورة كتقنيات الذكاء الاصطناعي، أخذ يطرح العديد من الأسئلة حول إمكانية الاستفادة منها مستقبلا في الوسائل البديلة لفض المنازعات كالتحكيم خصوصا وأن مجال الذكاء الاصطناعي هو مجال شديد التطور بشكل متواصل مما يطرح عدداً لا يستهان به من الأسئلة تدور كلها في فلك سبل استفادة التحكيم من هذه الأنواع من التكنولوجيا المتطورة. لذا تهدف الدراسة بشكل أساسي إلى التكهن بمستقبل التحكيم في ظل التطور التكنولوجي المتواصل، خصوصا ما يتعلق بتقنيات الذكاء الاصطناعي. وقد تمت معالجة الموضوع وفق المزاوجة بين المنهج الوصفي والتحليلي والمنهج المقارن. كما تم بيان مفهوم الذكاء الاصطناعي وطرح فرضيات ثلاث تجسد مدى قابلية التحكيم كوسيلة بديلة لفض المنازعات لاستيعاب نظام الذكاء الاصطناعي في مبحث اول، مع تقييم هذا النظام في التحكيم وإيراد بعض التطبيقات التي تكرس التوجه لحل المنازعات وديا باستعمال تقنيات الذكاء الاصطناعي في مبحث ثان. وخلصنا إلى ان مكانة الذكاء الاصطناعي في التحكيم ستظهر لا محالة بجلاء في المستقبل القريب لذا ينبغي التعامل معه بعناية خاصة حتى يتم الاستفادة من نقاط قوة الذكاء الاصطناعي فقط دون المس بالقيم والمبادئ الأساسية للتحكيم.