الملخص:
تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على التصوير التاريخي والاجتماعي والسياسي لليهود في المسرح الإليزابيثي وذلك من خلال تحليل الشخصيات اليهودية الرئيسة الثلاث في المسرحيات المختارة: شخصية باراباس في مسرحية يهودي مالطا للكاتب كريستوفر مارلو وشخصية شايلوك في مسرحية تاجر البندقيه للكاتب ويليام شكسبير وشخصية جيرونتوس في مسرحية سيدات لندن الثلاث للكاتب روبرت ويلسون. تستقصي الدراسة الدوافع الجذرية للتوتر التاريخي بين اليهود والمسيحيين في ضوء المسرحيات المختارة. وتعزى هذه الدوافع إلى الاختلافات الدينية والاجتماعية والاقتصادية بين المجموعتين،وقد أدت هذه العوامل إلى تعميق الصراع والكراهية بين الطائفتين، لذلك برزت بعض الصور النمطية المناطة باليهود الامر الذي عزز إنشاء أشكال وممارسات مختلفة لما يسمى بمعاداة السامية في الثقافة الغربية. ولكشف هذه الصورة النمطية للشخصية اليهودية في المسرحيات المختارة اعتمدت الدراسه نظرية العرق النقدية كاطار نظري للبحث. وقد اظهرت هذه الملاحظات صور سلبية لليهود صنفت على انها معاداة للسامية اذ تظهر اليهود بأنهم مجدفون وقاسيون وقتله ومرابون وعديمي الضمير وبخلاء وجبناء. وصفت شخصية كل من براباس وشايلوك بصورة سلبيية على انها شخصيات عدوانية وبذيئة اللسان كما انها وصفت ايضا بالخداع والتلاعب والدهاء والكيد والعنصريه. ومن الجدير بالذكر ان الشخصية اليهودية في هذه المسرحيات هي خصم الرجل الإليزابيثي الجديد الصاعد. من ناحية أخرى، مقارنة بين شكسبير ومارلو فإن تصوير روبرت ويلسون لشخصية جيرونتوس أقل حده وصرامه اذ تظهر هذه الشخصيه على أنها شخصيه نموذجية ومثالية ولطيفه ومتسامحه وفاضله. وهذا يظهر ويلسون على انه متعاطف إلى حد ما مع شخصياته اليهودية علما بانه لا يظهر الصور النمطية اليهودية والتمثيلات المعادية للسامية بشكل مباشر. توضح هذه الدراسة كيف طورت الدراما الإليزابيثية خطابات متضاربة حول الديانه اليهودية والأعراق الأخرى. تبين الصورة اليهودية في الدراما الإليزابيثية دور التاريخ والدين والثقافة في تأسيس خطابات التصوير. قد يكون لاعتناق المذهب البروتستانتي في إنجلترا اثر في تنقيح وتهذيب بعض صور معاده السامية في العهد الاليزابيثي.