ارشيف مجلّة جامعة الخليل للبحوث (ب) (العلوم الانسانيّة)

الملخص

الشعر ترجمان الحياة، وفاحص نبض القلب، ومُجلِّي تأملات الواقع، وكاشف كوامن النفس، تُخطُّ خطرات الفكر به، وتُرسم في كلماته صورٌ متحركة بألوانها وأنساقها وبدائعها، يظل يعرض مشاهد الحياة كما يحسُّها أمام نواظر المتلقين، ويتسلل إلى دواخلهم، فيسرق لبَّهم، وقد استطاع شاعر الغربة الفلسطيني (محمود مفلح)، أن يحرك السواكن، وأن يمنح بريقًا للدواكن، ويأخذ متلقيه إلى حقائق الواقع، يصوِّر له نضال شعبه، وتضحيته، وانتماءه، وتمسكه، ووحدته، وتقترب عدسة قصائده من سلاح الثوار الشجعان الذين وقفوا في وجه عدو الوطن والإنسان، في ظلِّ واقع عربيٍّ متشرذم، كان الشاعر يعيش ذلك كله؛ لذا استطاع أن ينسج بكلماته وموسيقى قصائده الميدان وما فاح منه من قيم وطنية، جسَّد فيها صورة الفلسطيني البطل، الذي لا يترك حقه للنهب والسلب، ولا يدع أخاه في ذلة أو مهانة، ولا يقبل الاستسلام والقهقرى، ولا يحطُّ سلاحه مقابل رذاذٍ من المنح، وهذا البحث يضم تلك القيم الفريدة التي تجلَّت في أعمال الشاعر بصوت غير مخفوض.